شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
53581 مشاهدة
طعن الرافضة في الصحابة وشبههم

...............................................................................


الرافضة يقولون: إنهم ارتدوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بأي شيء ارتدوا يا رافضة؟ يقولون: لما كتموا حق عليّ لما كتموا الوصية التي أوصى بها أن عليًّا هو الخليفة، فهذا الكتمان هو الذي به صاروا كفارا .
فلذلك يلعنون أبا بكر ويلعنون عمر وعثمان وجابرا وابن عمر وأبا هريرة وسائر الصحابة ما يستثنون إلا قليلا يستثنون مثل عمار وصهيب وأبا ذر يعني أفرادا قليلين، هؤلاء يقولون: إنهم ثبتوا على ما كانوا عليه مع أن هؤلاء أيضا كانوا ممن بايعوا لأبي بكر وعمر وعثمان .
ولكن لما لم ينقل عنهم شيء يخالف معتقد الرافضة ادعوا أنهم هم الذين بقوا، وطبقوا عليهم الآيات التي في مدح الصحابة، وادعوا أن الصحابة بطلت فضائلهم بردتهم! هكذا يقولون .